الثلاثاء، 8 فبراير 2011

عصام



اكمل عصام استعداده لاستقبال مرحلة مهمة جدا وفارقة فى حياته ها هو يجنى ثمار تعب وعرق سنوات طويلة فى رحلة التعليم التى بذل فيها كل غالى ونفيس من اجل حياة هادئة محترمة , فى الصباح يستقيظ نشيطا مقبلا على الحياة,ينظر الى نفسه فى المراّة مزهوا ثم يهندم ملابسه الانيقة التى ما ان يمر ثلاثون يوما حتى يسدد ثمنها لابوه كما سوف يسدد ديونا اخرى كثيرة تراكمت منذ سنوات طويلة,يكمل تمشيط شعره وهو يدندن "تى را را را اه تى را را را اه ..." , يهرول الى الشارع وهو يغنى "يا صحابى يا اهلى يا جيرانى انا عاوز اخدكوا فى احضانى" وفى الطريق يتامل كل شىء بروح يملؤها التفاؤل والبهجة يرفع يده تحية لعم الصول بدر حارس البنك الذى يقع فى نهاية شارعهم والذى طالما مر من امامه عابسا فيتعجب عم بدر من التحية التى يراها لاول مرة ويردها مصحوبة بابتسامة عريضة ودعوة"ربنا يفتحها فى وشك ويستر طريقك" , سريعا الى داخل المترو زحام لم بتعود علبه ابدا حيث لم يكن من الطلبة الذين يذهبون الى الكلية فى ذلك الوقت رغم تفوقه فى النتيجة دائما لكن الزحام لم يسبب له ضيقا بل انه اراد ان يصرخ فى سعادة داعيا الجميع الى مشاركته فرحة عمره لكنه اكتفى باتسامة مملؤة بالحيوية لعله يبعث الامل فى تلك الوجوه الشاحبة, اخيرا وصل الى العمل حيث البداية المبشرة بالخير الكثير فرغم ان الجميع يعمل فى صمت دون ضجيج فقد استطاع ان يندمج سريعا فى تلك الاوركسترا التى تعزف لحنا جميلا متناسق ومتناغم دون اى نشاز,بعد ساعتين من العمل يطلبه رئيسه المباشر ثم يشجعه قائلا "هايل انت انسجمت بسرعة جدا " "شكرا يا افندم" ينطلق اكثر حماسا ثم ينهمك فى العمل من جديد ,تمر الساعات سريعا ينتهى اجمل ايام حياته ثم يستدعيه المدير العام فى نهاية اليوم مهنئا اياه على الانضمام لهم ومتمنبا له التوفيق كما يستدعى كل العاملين ويقف المدير متوسطا مرؤسيه ثم يطالبهم بالالتفاف حول العضو الجديد فى اوركسترا العمل داعيا اياهم لاخذ صورة تذكارية احتفاظا بتلك اللحظات الجميلة ثم يتعالى التصفيق الجماعى تك تك تك تك..... .....تك .....طاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااخ يستقيظ مفزوعا فيجد نفسه وقد ارتطم بالارض ثم يتأمل سريره فيجد طبق الفول السودانى وقد تبقى فيه بضع حبات ثم يفرك عينيه و ينظر الى الكمبيوتر وكانت الصفحات مازالت مفتوحة فيجد الرسالة المرسلة ومرفق بها سيرته الذاتية وفى صفحة اخرى يجد الوظائف التى كان يتصفحها قبل الانخراط فى حلمه السعيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق