الثلاثاء، 8 فبراير 2011

فاترينة

اخيرا توصل علاء وهبة لحل نهائى بشأن الخطوة الاخيرة لاتمام الزواج فبعد رحلة طويلة من الكفاح بدأت فى السنة الاخيرة من الجامعة واستمرت نحو اربعة أعوام كان القرار النهائى هو شراء فستان جديد وبدلة جديدة للزفاف وقد جاء ذلك القرار بعد مناقشات طويلة بينهما وبين الاهل فهناك من رأى انها تكلفة بدون داعى وانه يكفى تأجير الفستان والبدلة مبررين ذلك بأنه اوفر فى التكلفة كما ان الفستان والبدلة لا يتم استعمالهما سوى 4 او 5 ساعات على الاكثر,وهناك من رأى انه لابد من شراء فستان وبدلة جديدين مبررين ذلك بأن فرحة يوم الزفاف لا تكتمل إلا اذا احس العروسان انهما كملك وملكة يتوجان فى تلك الليلة والملوك لا يمكن أبدا ان تتوج بزى قد تم استعماله قبل ذلك.وفى اليوم المحدد التقت الاعين فتراقصت القلوب وإنتعشت الأرواح كما تشابكت الأصابع حتى تلاقت دبلته مع الخاتم الذى اهداه لها فى عيد ميلادها وبدأ فى تحريك هذين الأصبعين فى حركة بدت كأنهما يرقصان معا على موسيقى كلاسيكية هادئة وإتجها معا إلى الشارع المواجه لمحطة المترو والذى يمتلأ بالمحلات من كافة الأشكال والمستويات,وفى بداية الشارع وقعت أعينهما على فاترينة لمحل كبير فتأملا المعروض من الفساتيين والبدل فنظرا لبعضهما فى فرح ثم دخلاالمحل كما لو كانا قفزا قفزة واحدة فى الداخل دون المشى,وفى الداخل قابلتهما بائعة حسناء
فقالت برقة:أؤمر يا أفندم
علاء متوجها بنظره إلى هبة :خليها هى تختار الأول
هبة مشيرة الى الفستان الذى اعجبها فى فرحة طفولية:أنا هاجرب ده
البائعة : اللى تؤمرى بيه يا افندم
علاء فى لهجة لا تخلو ايضا من الفرحة الطفولية:وأنا هاجرب البدلة ديه
البائعة متوجهة إلى شاب يعمل معها فى المحل:يا محمد هاتلى الفستان والبدلة اللى فى الفاترينة.وفى دقائق قليلة كان علاء قد ارتدى البدلة كما توجهت البائعة لمساعدة هبة فى ارتداء الفستان ووقف الإثنان-علاء وهبة- وقد تشابكت أذرعهما معا فى فرحة غامرة لتتويج رحلة التعب الطويلة وهنا تدخلت البائعة فى مجاملة رقيقة: الف الف مبروك
علاء وهبة معا: الله يبارك فيكى
علاء فى ممارسة لدوره الطبيعى: بكم
البائعة :خليها علينا
هبة: شكرا
البائعة: الفستان ب 4200 والبدلة ب 3500
علاء محاولا تدارك الموقف:إحنا هناخد جولة فى المحلات ونرجع هنا تانى
البائعة:اوك ما فيش مشكلة. وانصرفا وفى الطريق قالت هبة:ممكن ندور على حاجة وسط
علاء :اه مش لازم الحاجات الهاى قوى .وقد وجدا ضالتهما فى فاترينة محل يبدو انه اقل مستوى من الأول فدخلا بحماس اقل من المرة الأولى فقابلهما بائع يبدو انه كان مشغولا باقناع احد الزبائن ان البنطلون الذى اختاره من الماركة الإيطالية لذلك هناك فارق بين سعره وسعر البنطلون التركى الذى شاهده الزبون فى الموسكى ,وبسرعة ودون حاجة للتجربة هذه المره سأل علاء البائع عن سعر الفستان الذى اختارته هبة والبدلة التى اختارها هو فقال البائع الذى كان لايزال منهكا من الماركة الإيطالية:الفستان ب2800 والبدلة ب 2000 . مرة اخرى اصيبا بالإحباط فقال علاء بلهجة الذى اصبح خبيرا بتلك الأمور:إحنا هناخد جولة فى المحلات ونرجع هنا تانى
البائع متجها الى الكرسى ليستريح من عناء الماركة الإيطالية:اللى تشوفه يا أستاذ.
خرجا فى صمت وواصلا السير باحثين عن أمل جديد فوقعت اعينهما على فاترينة تبدو الأقل مستوى فى المكان فدخلا فإذا بالبائع مشغول فى تنظيف بعض الأرفف فانتبه لدخول علاء وهبة قائلا بلهجة فجة:اؤمر ياباشا
علاء مشيرا الى ما وقع عليه اختيارهما: بكم الفستان ده والبدله دى
البائع بلهجة ماتزال فجة : الفستان ب 1500 والبدلة ب 1000
علاء -الخبير-:إحنا هناخد جولة فى المحلات ونرجع هنا تانى
وفى طريق العودة كان اليأس قد ملأ قلبيهما لكنهما شبكا اصبعيهما مرة اخرى بنفس الطريقة الأولى وبدأ الإصبعان فى التراقص مرة اخرى ,وقال علاء بلهجة ساخرة:هم مش حاسيين بينا ليه ,مش عارفيين إحنا تعبنا قد ايه
هبة بلهجة يملؤها الاسى:أنا بفكر فى التأجير وخلاص, هم 4 أو 5 ساعات
علاء :اللى تشوفيه
ومازالت الأصابع تتراقص حتى وصلا إلى محطة المترو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق