الثلاثاء، 8 فبراير 2011

أنشودة شعب

نباهى بعصى تراقصت تضرب ظهورنا

بدخان يملؤ الفضاء و يزكم انوفنا

بغاز يكتم الأنفاس ويسيل دموعنا

بشلالات الماء تغرق أجسادنا

نعم فللحرية أغلى الاثمان

وبأذكى الدماء تفدى الأوطان

فدمك ياجريح للحياة شريان

وروحك ياشهيد تهفو فى العنان

نباهى بصرخة دوت فى وجه الطغيان

هزت الدنيا ومحت سنوات الهوان

حطمت أصناما كانت للقهر عنوان

وتعالت صيحتنا لتخرس نعيق الغربان

نعم فحان لصوت الحق الإنتصار

وللعالم أن يشدو بنشيد الثوار

وللكون أن يتغنى بطلوع النهار

وحان للظلم ان ينطوى وينقشع الغبار

نباهى بملحمة سطرت فى الميدان

بحروف النور و أقلام لن يمحوها الزمان

بأيادى إرتفعت مضيئة كأصابع الشمعدان

بربيع أعمار تغمر الكون برائحة الريحان

نعم فلنطرب بلحن ثورتنا الخالد

ولنرتوى بمياه عادت للنهر الراكد

ولتهنأ نفوسنا بنسيم الحرية الصاعد

ولتسعد قلوبنا بمجدنا العائد

بكيبورد :أشرف شعبان

رسالة

ياخائنا تسلل إلى فى الخفاء

يطعن ظهرى بسكين الجبناء

يغتال عيدى وينتشى بالدماء

ويشق قلبى بمكر الخبثاء

بأى ذنب تقتل الضعفاء؟

وبأى شرع تحيل الفرحة أشلاء؟

وبأى عقد تغدر بالشركاء؟

وبأى حجة تقابل رب السماء؟

أحسبت أنك ستعكر أنهارى

وستمحو رائحة المحبة فوق أزهارى

أحسبت أنك ستهدم جدارى

وستزرع السم فى دارى

ألم تسمع خطبة القس بمنبر الإمام

بدعوة المحبة و نشر السلام

ألم ترى جنودا فوق الجبال

لايفرقهم صليب ولا هلال

مهلا فلعلك لم تقرأ كتابى

لم تلمح رؤسا معلقة ببابى

لجيوش جاءت لتمس ترابى

فانظر كيف كان جوابى

واحذر أيها الخائن الجبان

من عبث يكلفك أغلى الأثمان

ولتعلم يا حليف الشيطان

أنى صامدة فى وجه الطغيان

حارس البوابة

يحكى انه فى احدى الأزمنة البعيدة كان هناك شابا يدعى سعفان بن سنقر وكان فقيرا معدما يترحل بين البلاد سعيا لكسب قوت يومه فيحمل البضائع فوق ظهره ويوصلها الى الاماكن التى يرغبها اصحابها ثم يحصل على أجره قليل من الدراهم أو حفنة من الحبوب,وفى احد الأيام ضاق سعفان بتلك الحياة المعدمة فاتجه الى تبة صغيرة تقع خارج البلدة التى كان يعمل فيها ثم اعتلاها وبدأ يصرخ بأعلى صوته "لماذا يارب خلقتنى فقيرا؟؟ لماذا كل هذا العناء ؟؟أليس لى من نصيب فى الراحة؟؟أليس لى حظا من السعادة ؟؟ " ثم انهمر فى بكاء شديد فأدركه العراف المغربى الذى كان يسكن فى كوخ على مقربة من تلك التبة الصغيرة فخاطبه قائلا : ماذا بك يابنى؟

سعفان-بنبرة باكية-:مللت تلك الحياة البئيسة

العراف:لماذا يا بنى كل هذا الضيق؟ فالحياة مليئة بأسباب السعادة

سعفان-فى غضب-:لا أريد مزيدا من المواعظ لقد مللت كل هذا

العراف:حسنا , ماذا تريد ؟ المال؟؟

سعفان:نعم أريد أن اصبح غنيا مثل الأغنياء تمهد لى الطرق وتزين لى القصور

العراف: وبأى شى يمكن أن تضحى من اجل ذلك؟

سعفان:بكل شىء

العراف:سوف اصف لك طريقا لكنز كبير موجود فى اشبيلية,ولكن هناك شرط للحصول على هذا الكنز

سعفان:وما هوهذا الشرط؟؟

العراف:سوف تمر ببوابة, على البوابة يوجد حارس سوف يطلب منك طلبا اذا نفذته يفتح لك بوابته حيث يوجد الكنز خلف تلك البوابة ولكن احذر فاذا فتحت لك البوابة فلن يمكنك استرداد ما طلبه منك حارسها

سعفان-فى لهفة- :موافق

فقام العراف بوصف الطريق له ثم ودعه قائلا "هنيئا لك بالثروة " وبعد أن غاب سعفان عن نظر العراف استدرك العراف قائلا " أقسم أنك سوف تكون الحارس القادم للبوابة ".

وصل سعفان إلى البوابة التى وصفها له العراف وهناك وجد الحارس يستقبله خير إستقبال ويهنئه على الوصول الى الكنز الثمين ,فقال سعفان: لقد قال لى العراف ان لك طلبا حتى تفتح لى البوابة

الحارس : نعم يوجد خلف البوابة كنوز طائلة لايمكن حصرها ولكن أمستعد أنت للتضحية؟؟

سعفان : نعم بكل تأكيد , ما هو طلبك؟

الحارس:سوف أعطيك سائل تشربه ولكن إذا شربته فلن تبكى ولن يمكنك التعبير عن حزنك بعد ذلك

سعفان: أوافق , فلن احزن ابدا ومعى تلك الكنوز الطائلة

الحارس:حسنا اذا أردت إسترداد دموعك فسوف تجلس أمام البوابة منتظرا من يأخذ منك السائل.

تناول سعفان السائل ففتحت البوابة فاذا به يرى كنوزا طائلة لا يمكن حصرها ولا يبلغ اخرها مرمى البصر ففرح سعفان واخذ يرقص ويصيح "لقد انتهت متاعبك يا ابن سنقر , أصبحت غنيا ,سأقيم القصور واسبح فى العطور ولن ينتهى لى سرور "

اصبح سعفان من اكبر اثرياء البلاد وشيدت له القصور وتقرب اليه الملوك والأمراء,وفى أحد الايام رأى ابنة أحد الأمراء وكانت بارعة الحسن والجمال فأعجب بها واحبها حبا شديدا فطلبها من أبيها وكان زفافا مشهودا استمر لعدة ليالى,وتمر الأيام محملة بالسعادة والهناء ولم يعرف فيها سعفان حزنا ولابكاء و تنجب الأميرة طفلها الأول ويالها من فرحة يا ابن سنقر ثم تمر السنوات وقد اصبح لديه ثلاثة أولاد , ولكن شيئا غريبا ألم بأحد ابنائه لم يعرف الاطباء له دواء جاب سعفان كل البلاد وطرق كل الأبواب ولكن دون جدوى , يموت الابن ويحزن الجميع لوفاته ويتعالى البكاء فى القصر العظيم ,إلا ان سعفان لايمكنه البكاء ولا التعبير عما به من الحزن رغم انه يتمزق ألما لفقدان ولده , نفس الداء يلم بولده الثانى فيموت ثم الولد الثالث وقلب سعفان يحترق دون بكاء أو تعبير عما به , تنهار الزوجة وتسقط مريضة لفقدان زوجها الإحساس ,هاهو سعفان يمتلك مالا لا حصر له إلا انه يتشوق لدمعة فلا يجدها , قرر سعفان التخلى عن كل شىء من أجل دمعة يزرفها فأخذ السائل وجلس أمام البوابة فى انتظار الحارس القادم للبوابة!!!

لقاء

كان لقائى به مختلفا هذه المرة فقد كنت أعرفه منذ ان كنت صغيرا ,كان نشيطا لا تكل له عزيمة ,مرحا لا تغيب عنه إبتسامة,سعيدا لا تنغصه كآبة وطالما كنت أرتقب لقائه حيث اللعب والمرح والسعادة الطفولية ,إلا انه كان فى هذا اللقاء مهموما كئيبا وقد تبدلت ابتسامته إلى نظرات عابسة يبعثها فى جميع الإتجاهات وقد بدت الدموع فى التقاطر من عينيه فسألته مشفقا على حاله: ماذا بك ياصديقى؟؟ فنكس رأسه فى الأرض باحثا عن شىء ما فى كومة القمامة ثم إعتلى الكومة الصغيرة وقال :أصبح النهار كئيبا والليل حزينا والصديق غريما

أنا:هون عليك يا صديقى

هو-فى نبرة متقطعة إختلطت فيها الدموع بالحروف-:قديما تملكنا الجنات والان لا نجد الفتات

أنا:لعل القادم أفضل.

بدا غير مكترثا بمحاولاتى التخفيف عنه ما هو فيه ثم اخذ يسرد لى بعض قصصه فقال:أنظر إلى تلك الأرض المليئة بتلال

القمامة والروث كانت قديما بستانا نلهو فيه صغارا ونطعم منه ونشبع ثم نتسابق فى تجميع الأوراق الخضراء و الجائزة للفائز

ألا يعمل فى تحضير الغداء والعشاء عن ذلك اليوم إنما يجلس كالملك يتابع الرعية التى تعمل من أجله وتحت إمرته,إبتسم إبتسامة صغيرة ثم تابع :كثيرا ماكنت أفوز فى السباق إلا إننى كنت رغم فوزى أشارك فى العمل , لقد كنت ملكا متواضعا..... أحسست بإرتياحه للتقليب فى حقيبة ذكرياته السعيدة فأردت أن أمدد له فى تلك السعادة اللحظية فقلت له:لتحكى لى عن رحلاتك حينما كنت شابا , فابتسم ثم قال:لقد كنت شابا قويا لذلك كنت مقداما لخوض الصعاب وقد ترحلت كثيرا إلى بلاد عديدة وكان لى فى كل بلدة أصدقاء وقد كانت أجمل رحلاتى حينما سافرت إلى ماوراء النهر فقد رأيت من البساتين و الجنان ما لايحتويه مرمى البصر كان المنظر بديعا حقا فقد تناسقت ألوان الزهور مع نغمات الطيور فوق صفحات النهر لتجعل من المكان تحفة فنية فسبحان الخالق البديع إلا أن غدر أصدقائى أتى على كل ذلك ليحولوا المكان إلى مرتعا لمخلفاتهم الأخلاقية!!! نكس رأسه مجددا باحثا فى الكومة ثم قال -وهو يقلب ما فى يديه-أنظر إلى ما وصلنا إليه

أنا:أسف ياصديقى أعتذر إليك بالنيابة عنهم. فى تلك اللحظة يمر بنا رجل فيلقى سلاما مقتضبا ثم ينصرف

صديقى-متحدثا عن الرجل-:لقد كان من أعز أصدقائى

أنا:كان؟؟؟ وماذا حدث؟؟

صديقى:باع بستانه فخسرنى بعد أن خسر نفسه أيضا

أنا:لعل الخير فى غيره

صديقى-مقلبا بصره فى محيط مجلسنا-:غيره!! أنظر حولك وأبحث معى عن نقطة خضراء , لقد غدر بى جميع أصدقائى ولم تعد هناك جنان ولا بساتين لم يتبقى لى سوى كومات القمامة التى ملأت المكان فأبحث فيها فلا أجد سوى بقايا مفتتة من أخلاق صديقى... الإنسان, ثم ينغمر فى بكاء شديد فلم أجد ما أقوله له فودعته مغالبا دموعى و متألما لما آل إليه حال صديقى...أبوقردان

مستديرة ساحرة

كان الصباح طبيعيا جدا , فالشمس تتراقص فى رقة على سطوح الانهار وقد انطلق المتفائلون - على قلتهم- تدفعم طاقة هائلة نحو السعادة التى تجعل الحياة كبستان للزهور البيضاء التى تخلب عقول الناظرين إليها, كما خرج البائسون -على كثرتهم- تدفعهم طاقة هائلة نحو الإحباط الذى يجعل الحياة كأنهار القطران ينفر منها الناظرون إليها,وفجأة اضطربت رقصة الشمس فى شدة وبدا كأن شيئا غريبا يحدث ولم تمر سوى لحظات قليلة حتى توقفت الحياة تماما وسكن كل متحرك على ما كان عليه سكون غريب يصعب تفسيره أو التعامل معه فقد توقف ضجيج السيارات فى الطرق وتوقفت المشاحنات الساذجة من أجل تفاهات غريبة لم تخلق الحياة من اجلها, توقف الخير بكل مايبثه فى النفوس من طمأنينة وبكل مايجلبه من راحة للبال وتوقف الشر بكل مايبثه فى النفوس من تباغض وبكل مايجلبه من ضيق,بإختصار لقد توقف الإبن الثالث فى الأسرة الشمسية عن العمل بشكله المعتاد لخلل ما حدث فى الطاقة المحركة لهذه الكرة الزرقاء المسماة الأرض,وفى أثناء ذلك ضاقت العقول بأجسادها فإنطلقت فى ذلك الفضاء الساكن تماما تلهو وتعبث بتلك الاجساد التى فقدت الحياة تماما وأخذ كل عقل يغزو جسدا غير جسده الذى إعتاد عليه فأخذت العقول فى التطاير بين الأجساد والتنقل بين الأغنياء والفقراء بين المرضى والأصحاء بين السعداء والتعساء بين الأذكياء والبلهاء بين الأخيار والأشرار بين المؤمنين والملحدين بين المتفائلين والبائسين بين الآدميين والحيوانات ,فهذا عقل سيدة ريفية يغزو جسد أغنى اغنياء العالم فيحس الرجل بالطمأنية لأن بقرته قد أدرت له لبنا وفيرا بالأمس,وهذا عقل مجند يغزو جسد فتاة فى العشرينيات فتحس الفتاة بالشجاعة لوقوفها وحيدة فى حراسة أحد التلال التى يخزن وراءها الذخيرة,وهذا عقل طفل صغير يغزو جسد أحد السياسيين فيحس الرجل بالرضا لأن حصل على نجمة حمراء فى كشكول الإملاء,وهذا عقل قطة يغزو جسد إحدى كبار نجمات السينما فتحس النجمة بالسعادة لأنها تناولت كميات لا بأس بها من عظام الأسماك التى حصلت عليها من البيت الذى تسكنه,وهذا عقل عصفور يغزو جسد أستاذ جامعى فيحس أن هناك أصوات أعذب وأرق من صوت الأنا ,وهكذا استمرت العقول فى التلاعب بأجساد ومشاعر أصحابها فتريهم ما فى الحياة من أسرار وعجائب و تطلعهم على ما فيها من مصادر للرضا وكوامن للسعادة وكنوز للحب.وبينما العقول على حالها هذا إذا بإضطراب يحدث من جديد فيتحرك الساكن وتنطلق الكرة فى دورانها من جديد كأن شيئا لم يحدث كما تعود العقول كل إلى جسده الأصلى وتتراقص الشمس فى هدوء على سطوح الأنهار

الفارس العاشق

إهداء خاص جدا للصديقين العزيزين محمد الزهار ورشاد معوض بمناسبة الخطوبة السعيدة وربنا يتمم لهم بخير ,ويوعدنا جميعا

الفارس العاشق

دقوا الطبول وأرفعوا الرايات

ولتعزف يا ناى ملحمة الإنتصارات

ولتغنى يا لسان أعزب الأغنيات

فقد عدت توا من أجمل الفتوحات

طرقت بابها فأجابتنى من ينادى؟؟

قلت فارسا تائها يبحث فى الوادى

عن أميرة عشق لأجلها سَقم فؤادى

عن قلادة حب لأجلها سيفى يُفادى

خرجت باحثا لقلبى عن عنوان

يداوى سقمه ويسقيه من أنهار الحنان

حتى دلتنى نسائم أنفاسك للمكان

فجئت لأطفىء نيرانا تلهب الوجدان

فقالت مرحبا بفارس ينحنى له الشجعان

و إذا دقت الحرب فسباقا إلى الميدان

ولايرجع إلا بنصر و الأسرى قطعان

سيفه يعلو السيوف ورأسه فى العنان

يافارسا جاء طالبا للعشق والغرام

حبك لى فخرا وعلى صدرى وسام

أباهى به الصبايا وأعزف له الأنغام

فإليك قلبى وقد ناله من حبك السهام

فقلت بل أنت لقلبى أكسير حياة

يداوى جروحى ويمنحنى النجاة

فهيا نسطر قصة يخلدها الزمان

وتكون لعظمة الحب خير برهان

الطبيب

تناثرت الأخبارعن قدوم الطبيب إلى القرية وعن نيته تقديم العلاج لكثير من امراض القرية العضال التى قصمت ظهر سكان القرية حتى جعلتهم يبدون

كما لو كانوا أشباه بشر وليسوا بشر حقيقيون , وكان هذا الطبيب ذائع الصيت وله شهرة واسعة ملأت الدنيا عن مهارته فى علاج مثل هذه

الأمراض والتعامل معها فسعد أهل القرية لهذه الأخبار ومنهم من بدأ فى تخيل حياته بلا أمراض ومنهم من أخذ يدعو الله ليل نهار أن يجعل قدوم

هذا الطبيب سببا فى نهاية آلامه ومعاناته ومنهم من أعد العدة لإستقبال الطبيب حتى إنهم قالوا إنهم سوف ينتظرونه على مشارف القرية ليكونوا

أول المستقبلين ,لكن ورغم كل هذا كان من سكان القرية من لم يرد قدوم الطبيب وكان هؤلاء هم عمدة القرية وأهله ورجاله والخفر المواليين له

ويرجع السبب إلى أن قدوم الطبيب سوف يفتح الأبواب لأسئلة كثيرة مثل أين تذهب الأموال المقررة لعلاج مثل هذه الأمراض؟ وكيف بنى العمدة

دوارا بهذه الفخامة ويدعى أن اللى رايح على قد اللى جاى؟وكيف يعيش خفره ومحسوبيه فى هذا الرغد والقرية جميعها معدمة؟ ولماذا يفرض إبنه

التافه الجاهل كعمدة من بعده رغم امتلاء القرية بالمثقفين والمتعلمين والحكماء ذوى الخبرة والرأى الرشيد؟؟ لذلك جيش العمدة رجاله وخفره

للتخلص وبأقصى سرعة من هذا الطبيب وجعله عبرة لكل من تسول له نفسه محاولة مداواة آلام القرية,فإنطلق رجال العمدة و خفره لتنفيذ الأوامر

بشتى الطرق فمنهم من أفتى بعدم جواز معالجة الطبيب لنساء القرية لأنه رجل أجنبى بالنسبة لهن,ومنهم من أخذ يجتمع بالناس ويخبرهم أن يرضوا

بقضاء الله ويصبروا ولا يتمردوا على المرض حتى لايبتليهم الله بطاعون اشد يهلكهم جميعا,ومنهم من أشاع فى القرية أن الطبيب ما جاء إلا بدافع

مصلحته حيث جاء بطلب من أصدقاؤه الخبراء الأجانب لتجربة بعض الأبحاث على سكان القرية الغلابة قبل أن يتم إستخدامها فى بلادهم, ومنهم

من قال إن الطبيب لم يرتدى جلبابا فى حياته وأنه يعامل الناس بكبر ولا يفهم آلام البسطاء ولا يحبهم,ومنهم من قال إن إبن الطبيب لايصلى فكيف

يأمن الناس هل أنفسهم معه وإبنه لايصلى؟؟ إلا أنه ورغم كل ذلك فقد إنقسمت القرية إلى ثلاثة فرق,الفريق الأول -وهو الأقل عددا- يقف

بجانب الطبيب ويرى فيه مخلص القرية من أمراضها العضال,والفريق الثانى وهم رجال العمده وخفره يرون فى الطبيب أنه شيطانا جاء ليخرج القرية

من النور إلى الظلمات وهم يقاومونه بكل ما أوتوا من قوة,والفريق الثالث - الأكثر عددا- يترقبون فى خوف وحذر وعلى الرغم من أنهم يتمنون

التخلص من أمراضهم إلا أنهم يخافون من بطش العمدة وخفره.وفى يوم مشهود فى القرية جاء الطبيب إلى القرية وخرج فى إستقباله من هم فى

الفريق الأول وإستقبلوه فى فرح و إستبشار بالخير الكثير القادم للقرية وساروا جميعا فيما يشبه موكب عظيم حتى وصلوا إلى الحقول التى فى

المنطقة الغربية من القرية وهناك فوجئوا بالعمدة يخرج إليهم فى جمع كبير من رجاله وخفره فأحسوا جميعا أن العمدة يدبر للشر فوقفوا فى صمت

منتظرين قدوم العمدة واستوضاح ماينوى فعله وفى أثناء ذلك وقف من هم فى الفريق الثالث يتابعون الموقف عن بعد ,وأخيرا وصل العمدة للموكب

فصرخ فيهم: إيه ياد أنت وهو الهيصة ديه؟؟

فرد أحد الشباب:ده الدكتور وصل ياحضرة العمدة وكنا بنستقبله

العمدة :وناوين على إيه إن شاء الله

الشاب:كل خير إن شاء الله

العمدة-متوجها للطبيب-:تاخد واجبك وترجع من مكان ما جيت

الطبيب -فى هدوء-:لكن ياحضرة العمدة الناس تعابنين قوى وأنا جاى عشان أعالجهم

العمدة-فى غلظة-:جاى تداوى ولا جايبلنا البلاوى

الشاب-فى حماس-:ياحضرة العمدة إن شاء الله ...فقاطعة العمدة فى غلظة شديدة:إخرس.. وأشار إلى خفره فيما بدا كأنه ترتيب مسبق

فأطلقوا النيران على الشاب فأخترقت صدره وسقط قتيلا فى الحال فسالت دماؤه لتروى الحقول التى تعطشت لدماء شهداء يموتوا من أجلها وسط

ذهول الجميع وهم الفريقان بالإشتباك , وفى إشارة أخرى من العمدة إنقض الخفر على حقائب الطبيب وأخذوا يمزقوا ما بها من كتب وأبحاث

فما كان من الطبيب عندما رأى الشاب القتيل وأبحاثه التى تتطاير فى الهواء إلا أن إتجه للفريق المتفرج وصرخ فيهم :إنقذوا ولادكم ..إنقذوا

نفسكم..إنقذوا الأوراق اللى فيها دواكم...

من كتابات صابر على جدران المعتقل



1- أنا
لست وزيرا يصدر الأوامر
أو ثريا يمتلك النفيس والنادر
او خطيبا يعتلى المنابر
أنا صابر السيد صابر

2- صغيرا
صغيرا أبنى بيتا من الرمال
أبحر منتشيا فى بحور الخيال
فأرى بيتى يعلو قمم الجبال
أراه منفرد الفخامة بلا مثال

3-شابا
شابا يزخر عقلى بالافكار
طاقتى منطلقة كما الإعصار
مضىء كالمصباح مشتعل كالنار
أحلامى جنونية لاتحبسها الأسوار

4-مفكرا
مفكرا فى بلادى أم الأوطان
وطنى كيف دار بك الزمان؟؟
وإلى أين ذهب عنك الشجعان؟؟
ولماذا تدلى رأسك من العنان؟؟

5-ثائرا
ثائرا عاقدا العزم على الجهاد
يا أغلى من سكن حبه الفؤاد
روحى فداءك فهيا إلى الأمجاد
من طوق الرق إلى تاج الأسياد

6-معتقلا
معتقلا فى سجون أرباب الطغيان
أنقش قصتى على صفحات الجدران
بدمائى ودموعى أتوضأ منتظرا اّذان
يعيد العزة ويمحو سنوات الهوان

عصام



اكمل عصام استعداده لاستقبال مرحلة مهمة جدا وفارقة فى حياته ها هو يجنى ثمار تعب وعرق سنوات طويلة فى رحلة التعليم التى بذل فيها كل غالى ونفيس من اجل حياة هادئة محترمة , فى الصباح يستقيظ نشيطا مقبلا على الحياة,ينظر الى نفسه فى المراّة مزهوا ثم يهندم ملابسه الانيقة التى ما ان يمر ثلاثون يوما حتى يسدد ثمنها لابوه كما سوف يسدد ديونا اخرى كثيرة تراكمت منذ سنوات طويلة,يكمل تمشيط شعره وهو يدندن "تى را را را اه تى را را را اه ..." , يهرول الى الشارع وهو يغنى "يا صحابى يا اهلى يا جيرانى انا عاوز اخدكوا فى احضانى" وفى الطريق يتامل كل شىء بروح يملؤها التفاؤل والبهجة يرفع يده تحية لعم الصول بدر حارس البنك الذى يقع فى نهاية شارعهم والذى طالما مر من امامه عابسا فيتعجب عم بدر من التحية التى يراها لاول مرة ويردها مصحوبة بابتسامة عريضة ودعوة"ربنا يفتحها فى وشك ويستر طريقك" , سريعا الى داخل المترو زحام لم بتعود علبه ابدا حيث لم يكن من الطلبة الذين يذهبون الى الكلية فى ذلك الوقت رغم تفوقه فى النتيجة دائما لكن الزحام لم يسبب له ضيقا بل انه اراد ان يصرخ فى سعادة داعيا الجميع الى مشاركته فرحة عمره لكنه اكتفى باتسامة مملؤة بالحيوية لعله يبعث الامل فى تلك الوجوه الشاحبة, اخيرا وصل الى العمل حيث البداية المبشرة بالخير الكثير فرغم ان الجميع يعمل فى صمت دون ضجيج فقد استطاع ان يندمج سريعا فى تلك الاوركسترا التى تعزف لحنا جميلا متناسق ومتناغم دون اى نشاز,بعد ساعتين من العمل يطلبه رئيسه المباشر ثم يشجعه قائلا "هايل انت انسجمت بسرعة جدا " "شكرا يا افندم" ينطلق اكثر حماسا ثم ينهمك فى العمل من جديد ,تمر الساعات سريعا ينتهى اجمل ايام حياته ثم يستدعيه المدير العام فى نهاية اليوم مهنئا اياه على الانضمام لهم ومتمنبا له التوفيق كما يستدعى كل العاملين ويقف المدير متوسطا مرؤسيه ثم يطالبهم بالالتفاف حول العضو الجديد فى اوركسترا العمل داعيا اياهم لاخذ صورة تذكارية احتفاظا بتلك اللحظات الجميلة ثم يتعالى التصفيق الجماعى تك تك تك تك..... .....تك .....طاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااخ يستقيظ مفزوعا فيجد نفسه وقد ارتطم بالارض ثم يتأمل سريره فيجد طبق الفول السودانى وقد تبقى فيه بضع حبات ثم يفرك عينيه و ينظر الى الكمبيوتر وكانت الصفحات مازالت مفتوحة فيجد الرسالة المرسلة ومرفق بها سيرته الذاتية وفى صفحة اخرى يجد الوظائف التى كان يتصفحها قبل الانخراط فى حلمه السعيد.

من الكلمات المأثورات لمهندس برمجيات



1-إذا أحسست أنك على أمرك مغلوب فعليك بكسر اللوب

2-إبتعد عن البكاء والعويل وإجعل لحياتك برتوكول

3-لا تقل أخيرا إنتهيت فهناك رأى مختلف فى التيست

4-كن مستعدا دائما لتغيير الحسابات فالحياة لاتخلو من البجات

5-الكود كالعنقود كلما طال صعبت السيطرة عليه

6-البرمجيات بدون رياضيات كالجنود بدون دروع ومعدات

7-للحياة كود كبير يصعب فهمه

8-الكود كالطفل كلما كبر كلما إزداد عنادا

9-المستحيلات الاربعة:العنقاء والغول والخل الوفى والمبرمج العاقل

10-وما الدنيا إلا مجموعة كلاسات منها السوبر ومنها من ليس له فنكشنات

11-الكود الأول كالحب الأول كلما أتذكره أضحك واقول هل كنت بهذه التفاهة؟

12-للزرافة رقبة طويلة تنتهى برأس صغيرة وللمبرمج أذن طويلة تبدأ برأس صغيرة

13-لتنشأ ريكورد جديد يجب أن تصنع مفتاحه

14- الزوجة لزوجها يا "سى دى", الزوج لزوجته يا "فلاشة حياتى"

15-النهاية السعيدة لايراها المبرمج فدائما نهاياته مفتوحة

عشرين سنة من الآهات المونديالية

برغم المرحلة الصعبة اللى أنا بمر بيها الأيام دى بس برضه قلت اقول كل مونديال وإحنا طيبين ومشجعيين ويارب المرة الجاية موفقين.




1- امريكا 1994 :طوبة
مجموعة هايفة وفرق حبوبة
رايحين امريكا وهانعمل أعجوبة
خسارة وتعادل ونقط سهلة مسحوبة
وماتش العمر يتلغى بحتة طوبة

2- فرنسا 1998 :تونس
ها نكسب هنا ونتعادل هناك
ونروح باريس ونشوف جاك شيراك
فى تونس هزة ودوخة وارتباك
وجول كالعادة "حظ" يهز الشباك

3- كوريا واليابان 2002 :الجوهرى تانى
حماس ولهفة وأحلام كبيرة وأمانى
الجوهرى هايركبنا القطر اليابانى
خوفنا من المغربى وعملها السنغالى
وقعدنا للحسرة والبكا من تانى

4- ألمانيا 2006 : تارديللى ومجموعة الموت
خواجة طليانى و عزيمة وإصرار
ولاتقولى كاميرون ولا كوت ديفوار
هانوصل المرة دى بجد مش هزار
ألو ياخواجة الماتش بدأ وأحنا فى الإنتظار
خلاص خبيبى انا وصلتو وجاى من المطار

5- جنوب أفريقيا 2010 : أم درمان
الشيخ والبركة والسد والفنان
إحنا الأبطال وخلاص آن الآوان
الكل طار ورا الحلم فى السودان
ورجعنا بدمعة كبيرة من أم درمان






يارب المرة اللى جاية

بكاء ثور



إهداء إلى كل الثيران الملجمة فى العالم



اّه على ثور نزعت منه الحوافر
فصار أسيرا لجبان أو غادر
و على قتل أعدائه غير قادر
اّه من قسوة القلوب وموت الضمائر
وحدى مغموض العين حتى المساء
أركض لاهثا لأعيد مجرى الماء
ثم أستريح قليلا من طول عناء
ومالى من حيلة سوى البكاء
ودموعى مخفية خلف اللجام
يخفق قلبى من شدة الاّلام
ويضطرب لسانى دون الكلام
فيفزعنى صراخ إلى الأمام
يتبعه ضربة سوط فوق ظهرى
الاّن ينفذ ما تبقى من صبرى
اتمنى ان ينتهى عمرى
لعله بفناءى ينتهى قهرى
أيها الجلاد رفقا بحالى
انظر إلى جسدى البالى
تحسس سخونة ظهرى العارى
أم انك باّلام الثيران لاتبالى
فى المساء ترفع عنى الأسوار
فأرى البستان وقد إرتوت الأشجار
وانا لست مدعوا فى قطف الثمار
وقد ألقيت منفيا فى حظيرة الدار!!!

وصية الشهيد

أيتها الطيور الهائمة فى الفضاء
أستحلفكم بمسيركم فى السماء
أن لاتمسحوا شيئا من الدماء
إذهبوا بجثتى إلى صنعاء
وليرانى هناك كل الجبناء
ثم نادوا اليوم يوم فداء
ثم احملونى إلى دمشق
لعل فيها قلوب ترق
لعل فيها من سأم الرق
لعل فيها من ينصر الحق
ثم إحملونى إلى لبنان
وضعونى على رأس ميدان
واجمعوا دعاة الذل والهوان
ثم أصرخوا أما آن للعزة آوان
ثم إحملونى إلى بغداد
ولتنادوا حى على الجهاد
أنشروا بى دعوة الإستشهاد
إعلنوا الحرب على الإستعباد
ثم إحملونى ألى الجزائر
وأشيروا إلى هذا الجرح الغائر
لعله يحرك سيفا فى يد ثائر
أو يدق ناقوسا فتصحو الضمائر
ثم إحملونى إلى مصر
لعلى أعيد مجرى النهر
لعلى أحطم أصنام القهر
لعلى أشدو أنشودة النصر
ثم طوفوا بى جميع الاقطار
وأحشدوا جميع الأحرار
ولاتهيلوا على رأسى الغبار
فلن أدفن إلا بعد طلوع النهار

ضد القطار



فى ذلك المساء كان قد اتخذ القرار النهائى ثم قام بالقاء نظرة أخيرة على والده الذى لا يفارق الفراش بعد إصابته التى اعاقته عن الحركة,وفى الطريق بدأ يسترجع ذكرياته المؤلمة كما تجلت أمامه صورة شهادة التخرج بتقدير جيد جيدا ورقصة والده وصراخه"ابنى اخد الشهادة الكبيرة الحمد لله"وصور كورسات الكمبيوتر واللغة الإنجليزية من المكلفة"معلش يا بابا بيقولوا الكورس ده شغله جامد جدا بره وإن شاء الله الفلوس تتعوض من الشغل" إلى المدعمة"معنا تتقن الإنجليزيةوالكمبيوتر فى 5 أسابيع ب 150 جنيه فقط" إلى المجانية"يا ابنى بيقولوا الوزارة
منزلة منح حلوة قوى وبالمجان" بالإضافة إلى صورة شهادة الخدمة العسكرية بدرجة قدوة حسنة كما زاد من ألمه تذكره للأصوات التى طالما أحبها وأحبته "هانت يابطل شهرين وتتخرج ...","ضريبة الدم لازم يدفعها الشباب القوى...","إن الله مع الصابرين..",ثم بداية المسلسل الذى كان شبه يومى "إحنا طالبين خبرة","بتعرف تعمل إيه؟؟!!!","هانبقى نتصل بيك","إحنا عاوزيين شهادات معتمدة ",وأخيرا إصابة والده بعد أربعين عاما من العمل
فى وزارة النقل فكانت مساعدة الوزارة كرسى متحرك وعكازيين بالإضافة لمبلغ قد اوشك عل النفاذ .كل هذه الذكريات جعلته فى شبه غيبوبة لم يفق منها الا فى محطة مترو الدمرداش وأمام شباك التذاكر حينما صاح فيه الموظف" يلا يا أستاذ اللى وراك عاوز يمشى.." فاخذ التذكرة وتابع سيره فى اتجاه الرصيف ووصل اخيرا إلى رصيف المحطة ولكنه كان مترددا فالموت كفرا ليس الحل وهناك ملايين الشباب فى مثل ظروفه بل فى أسوأ منها وفى تلك اللحظات جاء قطار المترو مسرعا ويقترب بشده فتراجع واستغفر الله ثم قال الحمد لله وهم بالخروج من المحطة لكنه عاوده ألم التفكير حينما تذكر أباه المريض وتكاليف علاجه واخوه الذى يدرس فى الجامعة واخته الصغيره فكيف سيقوم بمتطلباتهم فعاد هاربا إلى القطار التالى لكن سيدة عجوز إستوقفته لتسأله:عاوزة أروح
طرة يا أبنى
فقال:إركبى ياحاجة وإنزلى محطة مبارك وبعدين غيرى لإتجاه حلوان
السيدة :شكرا يا إبنى ثم شاكية حالها منهم لله ولادى اللى مدوخينى كان مالها الشقق القريبة
لم يستطيع أن يلحق بالقطار فى المرة الثانية,ولكن فى المرة الأخيرة غاب صوت الإيمان وصوت العقل وسيطرت عليه هواجسه النفسية كما لم تكن هناك سيدة طرة لتمنعه فاتخذ مكانه فى الاتجاه المضاد للقطار ولم يستغرق الأمر لحظات.

14 فبراير





انتهت مها من إعداد نفسها و ارتداء الفستان الجديد الذى كلفها اكثر من ثلثى راتبها لكن كل شىء يهون من اجل خروجة يوم عيد الحب مع حبيبها وزوج المستقبل وفى سرعة البرق انطلقت خارجة الى الصالة لتجد أمها باسمة فقالت بلهجة يملؤها السعادة:هابى فالنتين ياماما
الأم:كل سنة وانتى طيبة ياحبيتى
مها-وقد وصلت الى الباب-:مع السلامة ياماما
الأم:ربنا يكتبلك السعادة ثم تابعت صارخة لتسمعها مها التى كانت قد خرجت بالفعل: خلى بالكم من نفسكم.
كان شريف بدوره ضحى بالكثير من راتبه من اجل تلك الخروجة ايضا فليس هناك من يستحق البذل من اجله اكثر من الحبيبة التى دقت أبواب القلب فإنفتح على مصراعيه مرحبا بها ثم سرعان ما انغلق على الضيف العزيز معلنا انه لاتوجد أماكن شاغرة نظرا لإمتلاء القلب بحب مها.
كان الإثنان قد إتفقا على نسيان كافة الهموم التى تتعلق بإعاقة الزواج حتى لاتتكدر لحظة سعادتهما وقبل الميعاد المتفق عليه بنصف ساعة كاملة كان الإثنان فى المكان المتفق عليه و كانت الشوارع ممتلئة عن اخرها بالألون الحمراء والورود والهدايا ذات الألوان المبهجة وامتزجت الموسيقى والأغانى الرومانسية بمشاعر ملايين العشاق فكانت لوحة رائعة للحب زاد من روعتها أن رجال المرور زينوا اكتافهم بورود حمراء رقيقة وقامت المحاكم بوضع يافطة مكتوب عليها مغلق للدعوة الى الحب ونبذ الصراعات.
التقيا فتبادلا نظرات السعادة ثم قال شريف:كل سنة وانت طيبة يا أميرة قلبى الهايم
مها:وانت طيب يا فارس الأميرة
شريف:14 فبراير عيد حب للناس وليا انا عيدين , ابتسمت مها ثم تابع شريف:عيد اللقاء الأول وعيد الحب
مها:انا عندى 3 أعياد,عيد ميلاد حبيبى وعيد مقابلتى الاولى معاه وعيد الحب.
شريف:دلوقتى ميعاد الهدية
مها-فى سعادة-:حبيبى هو اجمل هدية
شريف:هابى فالنتين يا فينوس ثم اعطاها الهدية.
فتحت مها الهدية فكانت عبارة عن قلب احمر جميل محفور عليه باللون الذهبى كلمات كتبها شريف بنفسه فقرأتها بصوت عالى كأنها تريد أن يسمع العالم كله

كذّبت يوما كل القصص والحكايـــــات ***** عن عشاق ماتوا من اجل الغـــــرام
حتى وقعت أسيرا لسيدة الأميـرات ***** وأصابنى من الحب أعذب السهــــام
فصار لقلبى فى الحب ساحــــــــات ***** وارتويت بعد ظمأ من انهار الهيــــــام
وبات لقلمى فى العشق كلمـــــات ***** فبعثتها للعشاق بين أجنحة الحمــــام

فضمت القلب إلى صدرها ثم إنطلقا كعصفورين جميلين فى بستان خلاب

قلب



الممرضة تجرى مسرعة نحو غرفة الانعاش حاملة بعض الادوات والطبيب ينادى فى ارتباك بسرعة ياأمل بسرعة,امام غرفة الانعاش تقف الزوجة والابن والابنة فى ترقب شديد,هو ينظر الى الجميع فى ألم شديد لم يكن فقط ألم عضلة القلب بل هو ينظر إلى زوجته ويتذكر كيف تزوجها بدون رضاها مستغلا الازمة المالية لوالدها السكير,ترى فيم تفكر هى الان هل جاءت للاطمئنان عليه أم للتاكد من انتهاء حياتها التعيسة معه؟؟ ثم ينظر الى الابن ذلك المستهتر الذى فشل فى الدراسة وفى العمل معه فى مجموعته الاقتصادية الكبرى,ترى كيف سيكون مصير المجموعة فى يد هذا المستهتر؟؟وكيف سينتقم منه منافسوه المتحفزون بعد ان يصبح كل شىء فى يد مدمن ماجن يحمل اسمه؟؟ ثم ينظر الى ابنته هذه الملاك التى طالما قسى عليها ووقف عائقا ضد جميع طموحاتها,هل يستحق هذه الرحمة منها؟؟وهل تشفع له دعواتها التى لم تتوقف لحظة عن ترديدها؟؟وفى المقابل وقفت الزوجة تتطلع الى محاولات الطبيب للاسعاف ثم تتذكر كيف عاشت ثلاثين عاما مضت من حياتها فى ضيق وكيف كانت ثمنا لاستهتار والدها واستغلال زوجها الذى يرقد فى غرفة الانعاش بلا حول ولا قوة وكيف كان القدر قاسيا حينما مات والدها فى صباح ليلة الزواج,كما وقف الابن يحاول اخفاء سعادته ثم راح يتخيل نفسه الآمر الناهى فى واحدة من اكبر المجموعات الاقتصادية وما هى الاساعات ثم سيفعل مايحلو له دون اى عوائق,ووقفت الابنة باكية ولم يتوقف لسانها عن الدعوات فرغم كل جحود الاب نحوها الا ان الموقف كان ادعى بنسيان كل شىء وطلب الشفاء والرحمة له,وفى تلك الاثناء وبينما الجميع يترقب والاب مازال يتألم من التفكير فى اسرته اكثر من تألمه من عضلة القلب أطلق صرخة مدوية كانت اعلانا لوفاة رجل الاعمال الشهير حسين عبد الحميد البلتاجى.

فى عيد ميلادى ال24 **** كل سنة وانا طيب

1-انجغه ياكلبوزة
عيل صغير تختوخ كده وكلبـــــــــــوز
ان غاب اللبن والبيض يلوى بـــــــــوز
وان حبيت تصالحه يبقى بصباعين موز
وساعة الاكل لازم من كل صنف جــوز

2- ميدالية على شكل سمكة
فى تالتة ابتدائى اول الجوايــــــز
فرحة كبيرة والكل بيهنى الفايـــز
عيون بريئة ودنيا مفيهاش حواجــز
وايام جميلة فيها الحلم جايــــــــز

3- سباق الدحاحين
من اول يوم ليه فى الثانــــــويـــــة
الدح شغال م الفجرية للمغــربيـــة
والمجموع كام وتسعين فى الميـة
الف مبروك يلا اختار احسن كليــــة

4-الجامعة
جبت كشف الامانى والرغبــــــــــــــات
الاولى والتانية والعاشرة حاسبـــــــــات
ده احنا عايشين فى عصر البرمجيـــــات
والسنين عدت والشهادة مليانة امتيازات
وتكريم و جوايز وشهادات تقديـــــــــرات
اركن بقى كله ويلا نتعلم فى كورسات!!!

5-عرفت الحقيقة المره
رحلة غريبة مدتها سنة وشهــــــــــــور
اتزال فيها القناع وانكشف المستــــــور
شفت العجايب ورجعت حزين مقهــــــور
ولا فادنى حكيم ولا عرف يداوينى دكتور

6-مستقبل؟؟
تفكير كتير وعلامات استفهــــــام؟؟؟
انا سمعت كل النصايح ونفذت تمام
ليه ببطىء بيتنفذ فيا حكم الاعـدام
جاوبونى يا اساتذة بيع الاوهـــــــــام

فى وداع 2009"الأسوأ حتى الان"

1-البداية:ضلمة

فى وسط الصحرا قاعديـــــــــــــــــــــن
حلم بسيط كنا بس جعانيـــــــــــــــــــن
تونة وجبنة وشيبسى ورغيفيــــــــــــــن
فجأة الضلمة حلت وبقينا مش شايفيـــن
احنا بناكل جبنة بيضا ولا بناكل طيــــــــن

2-ذروة الأحداث: أزمة المعصرة

انت عندنا مقامك عالــــــــــــــــــــى
هتقضى هنا احسن ليالــــــــــــــــى
ايام ونزلت من العلالـــــــــــــــــــــى
وبقيت خانة فى كشف الاجمالــــــــى
واطبق عليا القانون اللى ســـــــــارى
الجهل يتحكم والكل عبيد وموالـــــــى
الحسرة ملت قلبى وبكيت على حالى
الكل ضحك وقال طب وانا مالـــــــــــى

3-النهاية:حيرة

مش عارف ابدأ منيــــــــــــــــن
اروح شمال ولا اتجه يميـــــــــن
ورا دماغى وابقى من المجددين
ولا اسمع نصايح المجربيــــــــن

4-كلمة اخيرة:الى 2009

قبل ما تيجى حلمت حلم جميل
وفيكى احترت وما نمت الليــــل
جاوبينى قبل ايام من الرحيـــــل
هو فى امل ولا حلمى مستحيل؟

دموع الجلاد من كتاب نهاية البشر مذكرات معتقل

كنت قد ذكرت فى فصول سابقة وفى مواقف مختلفة ان الجميع هنا -قادة الجلادين والجلادين ومساعدى الجلادين والمعتقلين- يعرفون قصتى بالكامل وكيف انى ألقى بى فى هذا المعتقل بعد مؤامرة قذرة تمت بين احد المعتقلين الذى كنت اقوم بعلاجه وبين القائمين على امور المعتقلات والسجون فى البلاد حيث تم استبدالى مكانه ومن منطلق تلك المعرفة بالقصة كان الجميع يعاملنى معاملة خاصة اى رحيمة نوع ما ورغم ذلك كنت اجبر على المشاركة فى جميع فترات التعذيب اليومية والتى تتلخص فى فترة اولى من الرابعة فجرا وحتى السابعة صباحا وفيها نقف فى البرد القارس-شبه عرايا- لاكبر فترة ممكنة اعلانا لبدء يوم جديد فى المعتقل, وفترة ثانية تبدء فى حوالى العاشرة صباحا وحتى الثالثة عصرا وفيها يتم تكليف المعتلقين باعمال شاقة جدا تحتاج فى بعض الاحيان الى الالات عملاقة تقوم بها إلا اننا نجبر على القيام بها بالايدى فقط غير الاستماع الى احط انواع السب واحيانا الضرب القاسى من القادة والجلادين ومساعدى الجلادين,والفترة الثالثة التى تبدأ فى حوالى الخامسة مساء وتستمر طوال الليل وفيها يتم توزيع المعتقلين على اماكن خاصة لا يسمح فيها يالنوم إلا اربعة ساعات على الاكثر ,ورغم كل ذلك فقد انقسم المعتقلين الى عدة فرق يقوم كل فريق بتخفيف قسوة المعتقل بطريقة مختلفة عن الفريق الأخر فالفريق الأول اتجه إلى قضاء الوقت المسموح به-القليل جدا- فى الصلاة والإبتهال إلى الله ودعائه بتيسير الأحوال, والفريق الثانى كانوا يقضون اوقاتهم فى غناء ورقص وممارسة بعض العادات التى لا يتسع المجال لتفصيلها وهؤلاء كانوا يصرون على ان تلك الحالة الهيسترية من مجون وخلاعة هى التى تجعلهم لايشعرون بقسوة الوجبات التعذبية اليومية,والفريق الثالث إتجه الى التخلى عن الجزء المتبقى من الكرامة فى مقابل بعض الراحة الجسدية وذلك من خلال القيام باعمال مهينة لكرامة الإنسان لصالح القائمين على المعتقل وكان هؤلاء يقومون بتبرير موقفهم بان الكرامة قد اهدرت بالفعل فلماذا لا نريح انفسنا قليلا ولو على حساب الكرامة وكان كل فريق على اقتناع بأن منهجه هو السبيل الوحيد للحياة داخل المعتقل وكنا نرى من حين لاخر ان بعض المعتقلبن يتنقلون بين الفرق دون ان يؤثر ذلك على إختفاء فريق من المعتقل او انتصار فريق على باقى الفرق وبالنسبة لى لم انضم إلى أى من الفرق ولكنى اكتفيت بالمتابعة فقط.
وفى أحد الايام علمت انى طفلى والذى لم اراه سوى ساعات معدودة منذ ولادته مريض جدا فاتجهت فورا الى قائد الجلادين حتى يسمح لى برؤية طفلى ولو للحظات , وكان ذلك القائد معروف بحسن أخلاقه-او كذلك اوهم الجميع- كما انه كان متعاطفا معى -أو كذلك أوهمنى- لمعرفته بالمؤامرة التى اوقعتنى فى المعتقل إلا اننى فوجئت به ينهرنى بقسوة شديدة كما امر مساعديه بتلقينى تعذيب إضافى فى ذلك اليوم.مرت ثلاثة أيام والدمع لا تفارق العين والحزن لا يفارق القلب وفى منتصف اليوم الرابع طلبنى قائد الجلادين فى مكتبه فظننت انه سيأمر بتعذيبى من جديد إلا انى فوجئت به يبكى بحرقه شديدة ثم قال بلهجة متقطعة البقية فى حياتك فرحت فى حالة إغماء لمدة تراوحت بين ثلاث وخمس أيام ثم افقت على صوته يبكى مجددا ويقول معلش سامحنى فنظرت إلى السماء ثم تعالى بكاؤنا معا.

فاترينة

اخيرا توصل علاء وهبة لحل نهائى بشأن الخطوة الاخيرة لاتمام الزواج فبعد رحلة طويلة من الكفاح بدأت فى السنة الاخيرة من الجامعة واستمرت نحو اربعة أعوام كان القرار النهائى هو شراء فستان جديد وبدلة جديدة للزفاف وقد جاء ذلك القرار بعد مناقشات طويلة بينهما وبين الاهل فهناك من رأى انها تكلفة بدون داعى وانه يكفى تأجير الفستان والبدلة مبررين ذلك بأنه اوفر فى التكلفة كما ان الفستان والبدلة لا يتم استعمالهما سوى 4 او 5 ساعات على الاكثر,وهناك من رأى انه لابد من شراء فستان وبدلة جديدين مبررين ذلك بأن فرحة يوم الزفاف لا تكتمل إلا اذا احس العروسان انهما كملك وملكة يتوجان فى تلك الليلة والملوك لا يمكن أبدا ان تتوج بزى قد تم استعماله قبل ذلك.وفى اليوم المحدد التقت الاعين فتراقصت القلوب وإنتعشت الأرواح كما تشابكت الأصابع حتى تلاقت دبلته مع الخاتم الذى اهداه لها فى عيد ميلادها وبدأ فى تحريك هذين الأصبعين فى حركة بدت كأنهما يرقصان معا على موسيقى كلاسيكية هادئة وإتجها معا إلى الشارع المواجه لمحطة المترو والذى يمتلأ بالمحلات من كافة الأشكال والمستويات,وفى بداية الشارع وقعت أعينهما على فاترينة لمحل كبير فتأملا المعروض من الفساتيين والبدل فنظرا لبعضهما فى فرح ثم دخلاالمحل كما لو كانا قفزا قفزة واحدة فى الداخل دون المشى,وفى الداخل قابلتهما بائعة حسناء
فقالت برقة:أؤمر يا أفندم
علاء متوجها بنظره إلى هبة :خليها هى تختار الأول
هبة مشيرة الى الفستان الذى اعجبها فى فرحة طفولية:أنا هاجرب ده
البائعة : اللى تؤمرى بيه يا افندم
علاء فى لهجة لا تخلو ايضا من الفرحة الطفولية:وأنا هاجرب البدلة ديه
البائعة متوجهة إلى شاب يعمل معها فى المحل:يا محمد هاتلى الفستان والبدلة اللى فى الفاترينة.وفى دقائق قليلة كان علاء قد ارتدى البدلة كما توجهت البائعة لمساعدة هبة فى ارتداء الفستان ووقف الإثنان-علاء وهبة- وقد تشابكت أذرعهما معا فى فرحة غامرة لتتويج رحلة التعب الطويلة وهنا تدخلت البائعة فى مجاملة رقيقة: الف الف مبروك
علاء وهبة معا: الله يبارك فيكى
علاء فى ممارسة لدوره الطبيعى: بكم
البائعة :خليها علينا
هبة: شكرا
البائعة: الفستان ب 4200 والبدلة ب 3500
علاء محاولا تدارك الموقف:إحنا هناخد جولة فى المحلات ونرجع هنا تانى
البائعة:اوك ما فيش مشكلة. وانصرفا وفى الطريق قالت هبة:ممكن ندور على حاجة وسط
علاء :اه مش لازم الحاجات الهاى قوى .وقد وجدا ضالتهما فى فاترينة محل يبدو انه اقل مستوى من الأول فدخلا بحماس اقل من المرة الأولى فقابلهما بائع يبدو انه كان مشغولا باقناع احد الزبائن ان البنطلون الذى اختاره من الماركة الإيطالية لذلك هناك فارق بين سعره وسعر البنطلون التركى الذى شاهده الزبون فى الموسكى ,وبسرعة ودون حاجة للتجربة هذه المره سأل علاء البائع عن سعر الفستان الذى اختارته هبة والبدلة التى اختارها هو فقال البائع الذى كان لايزال منهكا من الماركة الإيطالية:الفستان ب2800 والبدلة ب 2000 . مرة اخرى اصيبا بالإحباط فقال علاء بلهجة الذى اصبح خبيرا بتلك الأمور:إحنا هناخد جولة فى المحلات ونرجع هنا تانى
البائع متجها الى الكرسى ليستريح من عناء الماركة الإيطالية:اللى تشوفه يا أستاذ.
خرجا فى صمت وواصلا السير باحثين عن أمل جديد فوقعت اعينهما على فاترينة تبدو الأقل مستوى فى المكان فدخلا فإذا بالبائع مشغول فى تنظيف بعض الأرفف فانتبه لدخول علاء وهبة قائلا بلهجة فجة:اؤمر ياباشا
علاء مشيرا الى ما وقع عليه اختيارهما: بكم الفستان ده والبدله دى
البائع بلهجة ماتزال فجة : الفستان ب 1500 والبدلة ب 1000
علاء -الخبير-:إحنا هناخد جولة فى المحلات ونرجع هنا تانى
وفى طريق العودة كان اليأس قد ملأ قلبيهما لكنهما شبكا اصبعيهما مرة اخرى بنفس الطريقة الأولى وبدأ الإصبعان فى التراقص مرة اخرى ,وقال علاء بلهجة ساخرة:هم مش حاسيين بينا ليه ,مش عارفيين إحنا تعبنا قد ايه
هبة بلهجة يملؤها الاسى:أنا بفكر فى التأجير وخلاص, هم 4 أو 5 ساعات
علاء :اللى تشوفيه
ومازالت الأصابع تتراقص حتى وصلا إلى محطة المترو

البيت المشبوه

على بعد ثلاثة كيلومترات من القرية يقع بيت اعتاد اهل القرية على تسميته بالبيت المشبوه,وعن البيت المشبوه تروى الحكايات ,فمثلا قصة الطفل على الذى كان يبلغ من العمر 6سنوات وقد عثر اهل القرية على جثته ممزقة وبلا قدمين بالقرب من البيت المشبوه,وقصة الشاب عمر الذى عرف عنه انه كان ماجنا يعشق حياة اللهو وفى احدى الليالى دخل اللى البيت المشبوه ولم يعود الى القرية حتى هذه اللحظة,وقصص اخرى كثيرة كانت المحرك لفضول الفتى ياسين الذى قرر ان يقوم بمغامرة قد تكلفه حياته رغم تحذيرات الاهل والاصدقاء.وفى تلك الليلة قام ياسين بتجهيز الاسلحة من عصا غليظة وعلبتى كبريت و شمعتان كما قام بارتداء ملابس كثيرة جدا كدرع واقى لصدره,ولما اقترب ياسين من البيت بدأ قلبه يدق بسرعة ثم راح فى اغماءة استمرت قرابة ساعة وعندما استيقظ كان اشد اصرارا على استكمال الرحلة مهما كانت النتائج.اخيرا وصل الى البيت ولم يكن الباب محكم الغلق فقام بدفعه بيد مرتعشة كادت ان تتجمد , دخل ياسين وقلبه مملوء بنشوة الانتصارفها هو داخل البيت المشبوه ولم يصبه اى اذى ولكن ما هى الا لحظات حتى سمع سعال رجل يقترب منه, رفع ياسين العصا مستعدا لاول المعارك ,لكن الرجل جلس فى هدوء وقال للفتى المتحفزللقتال اجلس يا ولدى ولا تخف ,فاقترب ياسين ولكنه مازال ضاغطا على عصاه تحسبا لاى ظرف,احضر الرجل كوبا من الماء واعطاه لياسين وقال له مالذى جاء بك الى هنا؟
ياسين:جئت لاعرف الحقيقة؟
الرجل :اية حقيقة؟
ياسين:حقيقة على و عمر وباقى الحكايات؟
الرجل : تقصد الخرافات التى تملأ القرية, ولماذا لم تخشى على نفسك من مصير على أوعمر؟
ياسين:لاننى اريد ان اعرف الحقيقة مهما كان الثمن
ابتسم الرجل ابتسامة رضا ثم قال:حسنا يابنى تعجبنى شجاعتك وقدرتك على قهر الخوف لذلك ساخبرك بالحقيقة كلها,الحقيقة يابنى اننى لست سوى رجل بسيط يعيش فى معزل عن القرية ولكن الناس هم الذين صنعوا منى وحشا وجنا وولى دون حتى الاقتراب منى لمعرفة الحقيقة,فالناس دائما تصنع الوحش ثم تظل دائما تخاف منه
ياسين:وماذا عن قتل على و اختفاء عمر؟
الرجل:على كان يلعب بالقرب من البيت فهجم عليه وحشان ضخمان قاما بالتهامه وفرا واعترف اننى مخطىء لانى لم اقول هذا فى وقتها,اما عمر ففى ذات ليلة اتنى وقد ملأه اليأس من الحياة فاخذت انصحه حتى قرر ان يغادر القرية ويبدأ حياة جديدة نظيفة فى مكان اخر, والان يابنى هلا اخبرت القرية عن حكاية البيت المشبوه؟
ياسين:اعدك ياعمى ان افعل غدا ان شاء الله
ثم انصرف ياسين وهو يسأل نفسه هل الرجل صادق ام انه ماكر الى هذه الدرجة؟؟






ملحوظة:1- المقصود بالوحش حيوان السلعوة الذى انتشر فى قرى الصعيد من سنين
2- القصة دى قديمة و مكتوبة من سنتين بس انا بحاول اجمع كل الى كتبته هنا فى "notes" بتاعتى

الف ليلة وليلة 6

6- جافا تبكى الأطلال
فى طريق العودة من الاندلس ظل شهريار شاردا لمدة طويلة على غير العادة فلاحظ الوزير ذلك فقال محاولا كسر الصمت :كانت الاندلس مملكة عظيمة
شهريار: نعم .... كانت ولكنها اصبحت اطلالا ومجدا يبكى على ضياعه اصحابه
الوزير-وقد ادرك سبب الشرود-:تزول الممالك ولكن يخلد التاريخ الملوك
شهريار:نعم ولكن للتاريخ صفحات بيضاء واخرى سوداء
الوزير:يضع الملوك أنفسهم فى الصفحات التى يحبونها
هز شهريار رأسه موافقا ثم انغمس فى شروده من جديد فأمسك الوزير بأحد كتبه وبدأ فى القراءة.
وفى المساء كانت شهرزاد فى قمة اناقتها واستعدادها لبدء الليلة الجديدة لكنها لاحظت شرود شهريار وكثرة تأمله فى تحف القصر فقالت:لعل الأندلس جذبت مولاى بجمالها
شهريار:بل بدموعها
شهرزاد:كيف يامولاى؟
شهريار:انها مملكة عظيمة حقا ولكنها صارت حطاما,ياللمك من لذة ومرارة
شهرزاد : نعم يامولاى لكن الملوك الاقوياء يستمتعون بلذة الملك ولايذوقون طعم المراراة
شهريار:حسنا لتكملى قصتك لعلها تريحنى من عناء التفكير
شهرزاد:حسنا يامولاى,بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد أن سولاريز كان لايزال منهكا من كثرة الجرى فقالت باسكال التى بدت اقل انهاكا:لقد اعلنوا بدء العمل بقانون الطوارىء فى البلاد
لينكس منزعجا:كيف؟؟ ثم صارخا اليد الغاشمة سوف تمحو كل شىء
السيد ماكنتوش:لقد بدأت المذبحة
سولاريز-بعد ان التقط انفاسه-:ليرحم الله الوطن
باسكال :ترى كيف حال الناس هناك الان وكيف حال الأصدقاء؟
لينكس-باكيا-:كيف حال جافا؟
ربط السيد ماكنتوش على كتفيه محاولا تهدئته ثم قال مخاطبا الجميع بلهجة القائد لناخذ قسطا من الراحة استعدادا للعمل الجاد.وفى تلك الأثناء كانت البلاد تصرخ من كل جانب فقانون الطوارىء لم يرحم شابا أو شيخا ووضع الجميع تحت المقصلة كما اعتقل الالوف من المواطنين من بينهم إكليبس -خال جافا- لكنه تم الإفراج عنه بعد ان تجرع مع غيره صنوف الإهانة والترويع.وفى أحد الايام كانت جافا عائدة للبيت فاخذت تتأمل الطرق والمبانى
والناس ايضا,لقد عم الخوف فى كل مكان و امتلأت القلوب بالرعب كما امتلأت العيون بالحيرة والقلق مما سوف
يحدث فى اللحظة القادمة,وتذكرت والدها السيد "نت بينز" كما تذكرت صديقتها "فورترن" فبكت كثيرا لقد قتلا
الإثنان ظلما وغدرا كما قتل العشرات معهم بلا ذنب سوى طلب العدالة والمساواة كما تذكرت ايضا باسكال
ولينكس أين هم الان؟هل هم على قيد الحياة؟فى السجون؟؟أم مختبئون؟؟ وفى تلك اللحظة شاهدت جافا مجموعة من الجنود يصطحبون شابين ويضربونهم بقسوة فأسرعت متوارية فى أحد الشوارع الجانبية.
واطلق الديك الصياح معلنا نهاية الليلة
كوكوكوكوكو..........كوكوكوكوكوكوكوكوكوكو
تتر النهاية
إلى اللقاء فى الحلقة القادمة "لجنة جوجل وياهوو " ان شاء الله