الثلاثاء، 8 فبراير 2011

حارس البوابة

يحكى انه فى احدى الأزمنة البعيدة كان هناك شابا يدعى سعفان بن سنقر وكان فقيرا معدما يترحل بين البلاد سعيا لكسب قوت يومه فيحمل البضائع فوق ظهره ويوصلها الى الاماكن التى يرغبها اصحابها ثم يحصل على أجره قليل من الدراهم أو حفنة من الحبوب,وفى احد الأيام ضاق سعفان بتلك الحياة المعدمة فاتجه الى تبة صغيرة تقع خارج البلدة التى كان يعمل فيها ثم اعتلاها وبدأ يصرخ بأعلى صوته "لماذا يارب خلقتنى فقيرا؟؟ لماذا كل هذا العناء ؟؟أليس لى من نصيب فى الراحة؟؟أليس لى حظا من السعادة ؟؟ " ثم انهمر فى بكاء شديد فأدركه العراف المغربى الذى كان يسكن فى كوخ على مقربة من تلك التبة الصغيرة فخاطبه قائلا : ماذا بك يابنى؟

سعفان-بنبرة باكية-:مللت تلك الحياة البئيسة

العراف:لماذا يا بنى كل هذا الضيق؟ فالحياة مليئة بأسباب السعادة

سعفان-فى غضب-:لا أريد مزيدا من المواعظ لقد مللت كل هذا

العراف:حسنا , ماذا تريد ؟ المال؟؟

سعفان:نعم أريد أن اصبح غنيا مثل الأغنياء تمهد لى الطرق وتزين لى القصور

العراف: وبأى شى يمكن أن تضحى من اجل ذلك؟

سعفان:بكل شىء

العراف:سوف اصف لك طريقا لكنز كبير موجود فى اشبيلية,ولكن هناك شرط للحصول على هذا الكنز

سعفان:وما هوهذا الشرط؟؟

العراف:سوف تمر ببوابة, على البوابة يوجد حارس سوف يطلب منك طلبا اذا نفذته يفتح لك بوابته حيث يوجد الكنز خلف تلك البوابة ولكن احذر فاذا فتحت لك البوابة فلن يمكنك استرداد ما طلبه منك حارسها

سعفان-فى لهفة- :موافق

فقام العراف بوصف الطريق له ثم ودعه قائلا "هنيئا لك بالثروة " وبعد أن غاب سعفان عن نظر العراف استدرك العراف قائلا " أقسم أنك سوف تكون الحارس القادم للبوابة ".

وصل سعفان إلى البوابة التى وصفها له العراف وهناك وجد الحارس يستقبله خير إستقبال ويهنئه على الوصول الى الكنز الثمين ,فقال سعفان: لقد قال لى العراف ان لك طلبا حتى تفتح لى البوابة

الحارس : نعم يوجد خلف البوابة كنوز طائلة لايمكن حصرها ولكن أمستعد أنت للتضحية؟؟

سعفان : نعم بكل تأكيد , ما هو طلبك؟

الحارس:سوف أعطيك سائل تشربه ولكن إذا شربته فلن تبكى ولن يمكنك التعبير عن حزنك بعد ذلك

سعفان: أوافق , فلن احزن ابدا ومعى تلك الكنوز الطائلة

الحارس:حسنا اذا أردت إسترداد دموعك فسوف تجلس أمام البوابة منتظرا من يأخذ منك السائل.

تناول سعفان السائل ففتحت البوابة فاذا به يرى كنوزا طائلة لا يمكن حصرها ولا يبلغ اخرها مرمى البصر ففرح سعفان واخذ يرقص ويصيح "لقد انتهت متاعبك يا ابن سنقر , أصبحت غنيا ,سأقيم القصور واسبح فى العطور ولن ينتهى لى سرور "

اصبح سعفان من اكبر اثرياء البلاد وشيدت له القصور وتقرب اليه الملوك والأمراء,وفى أحد الايام رأى ابنة أحد الأمراء وكانت بارعة الحسن والجمال فأعجب بها واحبها حبا شديدا فطلبها من أبيها وكان زفافا مشهودا استمر لعدة ليالى,وتمر الأيام محملة بالسعادة والهناء ولم يعرف فيها سعفان حزنا ولابكاء و تنجب الأميرة طفلها الأول ويالها من فرحة يا ابن سنقر ثم تمر السنوات وقد اصبح لديه ثلاثة أولاد , ولكن شيئا غريبا ألم بأحد ابنائه لم يعرف الاطباء له دواء جاب سعفان كل البلاد وطرق كل الأبواب ولكن دون جدوى , يموت الابن ويحزن الجميع لوفاته ويتعالى البكاء فى القصر العظيم ,إلا ان سعفان لايمكنه البكاء ولا التعبير عما به من الحزن رغم انه يتمزق ألما لفقدان ولده , نفس الداء يلم بولده الثانى فيموت ثم الولد الثالث وقلب سعفان يحترق دون بكاء أو تعبير عما به , تنهار الزوجة وتسقط مريضة لفقدان زوجها الإحساس ,هاهو سعفان يمتلك مالا لا حصر له إلا انه يتشوق لدمعة فلا يجدها , قرر سعفان التخلى عن كل شىء من أجل دمعة يزرفها فأخذ السائل وجلس أمام البوابة فى انتظار الحارس القادم للبوابة!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق