تخرج الأفندى من التكنوخانة بتقدير عام ممتاز ويالها من فرحة وياله من إنجاز بعد سنوات من العمل والجهد خاصة مع تزامن ذلك الإنجاز مع إنجاز آخر إذ فقد الأفندى فى ذلك العام مايقرب من 40 كيلوجراما من الوزن أى أنه إنتقل من الحجم العائلى إلى الحجم المثالى, إذن الطريق ممهد نحو بستان السعادة حتى جاءت اللحظة التى لم تكن فى الحسبان ولكن كان لها التأثير الأكبر فيما تلاها من أحداث وإليكم ما حدث... (ضريبة الوطن , رجالة البلد لازم يحموها,الجيش مصنع الرجال , فترة وتعدى حاول تستفيد منها,الحمد لله إنها سنة مش تلاتة,ده واجب على الشباب كله مش عليك لوحدك) بين فتحة القوس وقفلته تجد عبارات براقة و كلاما منطقيا جدا ويعطيك جرعات حماسية كافية للدخول الى تلك التجربة الجديدة ولكنى سأروى ثلاثة مواقف يعقبها تعليق صغير حتى لا تمل من الإطناب وحتى أسلم أنا من العقاب ولكن لتعلم سيدى الأفندى القارىء أن تفاصيلا كثيرة تكفى مجلدات لم تروى هنا.
1- شمس متعامدة علىء الرؤوس حرارتها تكفى لتآكل فروات الرؤوس وأفران صهر عملاقة لإذابة المعادن كما تكفى نيرانها لتحويل الإنسان الى سائل طينى فى أقل من دقيقة واحدة , ماذا تفعل هناك أيها الأفندى؟؟ احمل صناديق المعادن إلى تلك الأفران حتى يتم صهرها وهذا كتفى الأيمن يبدأ فى التورم والتحول الى اللون الوردى فأريحه قليلا مستعينا بالكتف الأيسر الذى سرعان ما يتورم بدوره فأريحه مستعينا بالكتف الأيمن ولا أزال على تلك الحال من تبادل الصناديق بين الأكتاف الوردية حتى يتحول الكتفان الى اللون الأحمر الأقرب إلى البنفسجى من شدة التورم ولايجدى تبادل الأحمال بين الكتفين فى إراحة أى منهما!!!
2- مغارة كبيرة يحتضنها بطن الجبل وبها من الدهاليز والسراديب مايكفى لبث الرهبة فى القلوب كما تروى عنها الحكايات حيث يقال أن من أقامها هم الجآن فى عهد سيدنا سليمان ويقال أن الإنجليز استغلوها كمخازن محصنة للطعام والمؤن طيلة فترة بقاءهم فى البلاد, ماذا تفعل هناك أيها الأفندى؟؟ أحمل صناديقا تشبه الأكفان على عربة صغيرة ثم استدير منحنيا بحيث تكون العربة خلفى وأذرع العربة بين يدى ثم أقوم بجرها كالحمار-أعزكم الله- و أجوب بها الدهاليز والسراديب حتى تصل الحمولة الى المكان الذى يحدده صاحب الحمار!!!
3- قمم جبلية غابت عنها كل ملامح الحياة حتى إنك لاتلمح طائرا يحلق أو حيوانا جبليا يجوب بحثا عن العشب وأسفل هذه القمم يوجد حفر عميقة يقارب عمقها عدة أمتار , ماذا تفعل هناك أيها الأفندى؟؟هذه فأس وذلك مقطف و فى مشهد أقرب مايكون إلى عمال حفر قناة السويس اتجه إلى قاع إحدى الحفر فأطهرها وأنظفها تماما استعدادا لملأ تلك الحفرة بحصيلة اليوم من النفايات ثم تغطيتها بالصخور الكبيرة والرمال قبل أن يتم نسفها!!!
كان ذلك غيض من فيض(قليل من كثير)مما يحدث بشكل يومى وسأترك لخيالك سيدى الأفندى القارىء تصور مايمكن أن يجعل الأفندى يعيد التفكير بشكل مختلف فى معانى كثيرة تربى عليها منذ نعومة أظافره مثل الحق والعدل والصدق وغيرها كما سأترك لذكائك أيضا تفهم مايمكن أن يصل بالأفندى إلى التفكير فى تصويب سكينا نحو قلبه لعلها تنجيه من آلامه ولم أقصد هنا الإشارة إلى الإجهاد البدنى ولكن ما اعنيه هو القصمة النفسية التى ستدركها بقراءة السطور الأولى مرة أخرى ومقارنتها بما تلاها بعد ذلك.
بكيبورد : الأفندى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق